ايمن عيسى .. فضاءات لتاريخ آخر |
المقاله تحت باب مقالات ![]() فتات يومي للطريق الطويل – محمود درويش * في كل مرة يفاجئني السؤال وانا ارمي بصري اثر خطوته.. وعند ظلال لوحته.. هل الرسم الاّ تلك القدريه التي تواجه الفضاعه التي تريد ان تفرض شكل ماساوية حياتنا !! الجواب نعم ، يقع ذلك في حالة الرسم مثل كل اداة في مدار اجتراح معجزة الوجود .. ومعجزة البقاء التي يعرفها بعمق الرسام الفلسطيني ايمن عيسى شاهدا ..ومبتكرا! يتساءل المتأمل ، وهو يرى الى لوحاته بعين مدركه لكل تفتيت حي على سطح اللوحه. * اصابعه تشير الى جهة التاريخ .. حيث يولد الوعي ( القاني ) لكل تلك الأحداث والوجوه والشهود ،ولكن بطريقة مغايرة حيث يعطي الرسم روحه ازاء استنفاد الروح او استهدافها ، كما في تجربة الشعب الفلسطيني طوال اكثر من ستين عاما ، وكما في تجربة الرسام ايمن عيسى لعقود من اللوعة عن قرب ..وعن وعي مضيء . هوالرسام – الأنسان الذي يرمي تلك الورقه.. البطاقه ؛ التي اريد لها ان تكون هويته الوحيده ..ايمن عيسى الذي يعيش تفجر الحدث وجدل الحياة والناس على الأرض بين غزّه وغزّه ، قد ابتكر للرسم اسماءا ومفاتيحَ ، جاعلا من كل تلغيز رمزا .. مبتكر فصاحة تشكيليه تروي بالدلاله في هذا الزمن الوحشي .. * ![]() * الكتابه عن فن ايمن عيسى عندي مثل من يأخذ طفولة شيخوخته الى طفولة - بياضه الأول ليقول ..هذه زيتونه .. وتلك حجاره .. حيث تصير الذاكرة مرآة لكل ذات جريحه ..وكل سؤال.انه يواجه النفي بالحضور واصابعه تضيء باللون والعباره ، مثل مرآة في عتمة تختصر قمرا تائها ..يخرج من حلمه وفضائه .يرمي الينا معارفه ورؤاه ونحن في تأمل عميق لوجودنا واسئلته . ![]() * الوانه التي يعالجها بتقنيه عاليه ، مثل لغه مبهمة تروي انعكاسات ولا تصرح ..رموزه في تفتيت اشياء اللوحه – اثاثها ، هو نمط من سفر خروج الرسام الى الحقائق الكبرى للعقل ..لكي يبصر بعين اخرى. . يتذكر لينسى ، لكن ذلك يتحول الى فصول من ذاكرة ترمي ارثها ..ولغتها على خامة اللوحه حيث استنفدت وسائل التعبير الأنساني ( الشخصيات والوجوه والاشكال ) ..امام خطر المآل الذي يتهدد الرسام وشعبه ..حيث يواجه مايعانيه بصمت وعدم اكتراث كونيين غريبين منذ عقود طويله !! ان ميزة ايمن عيسى ، في بلاغة منجزه الفني انه لايقول الاّ ماهو ضروري دون انشاء او اضافه ..وهو مرهق ومزحوم بألأسهاب والتكرار اللذان يؤطران ثقافتنا وخطابنا وحياتنا عموما ..فنان موجز ورسام اتقن كيف يختصر مضامينه – مضاميننا الكبرى الى حدود الكف ..وفضاء اللوحه .. |