معرض هاروتيون هاغوبيان في صالة ماتوسيان اشتباك أزمنة |
المقاله تحت باب نقد ![]() يعرض هاغوبيان، في صالة ماتوسيان التابعة لجامعة هايغازيان، القنطاري، لغاية 16 شباط الجاري، 38 لوحة بأحجام مختلفة، وبتقنيات تتوزع بين الزيتية وتداخل المواد، وهو في الأخيرة، يُدخل تقنية الطباعة الليتوغرافية، كما يدخل الطباعة الحفرية، ليضعنا أمام مهارات مهنية، تبدأ بإظهار براعته في الرسم الكلاسيكي التشبيهي، ولا تنتهي ببناء لوحة على قدر عالٍ من التأليف والهندسة البصرية، حتى عندما يكسر سياق اللوحة، في اتجاه جمع المتناقضات الشكلية والأساليب، ويدخلنا في جو من الفضاءات السحرية، التي يعتمد في توليدها على خصب المخيلة، وإطلاق العنان لآلية اللاوعي السوريالي، مقترباً من روحية أعمال البلجيكي رينيه ماغريت، حتى أنه يتفق معه في الاهتمام بأن تكون اللوحة ممتعة للناظر بشكلها وألوانها، وإن كانت على درجة عالية من الالتباس. التباسات ![]() يستحضر هاغوبيان التاريخ ليصدمه بالحاضر، ويستحضر الموت ليصدمه بالحياة، ومع ذلك فهو بعيد كل البعد عن كابوسية السورياليين وتوترهم، وبعيد عن الأحزان، في وقت لا نجده ميالاً إلى تعبيرية مضاعفة أو تأثيرية مفتعلة. هكذا تمر المشاهد المتصادمة بهدوء، حتى لو صخبت الألوان مرة وبدت حامية، كأن هناك ما يوازنها في اللوحة ويخفف حدتها. نحن أمام لعبة فنية، فاللوحة الواحدة تستطيع أن تجمع أزماناً مختلفة في لحظة واحدة. أو تجمع أمزجة متضاربة في مزاج لا يخلو من الطرافة. |